السبت، 10 يوليو 2010

بطل جديد سيتصدر على كأس العالم 2010

بتأهل منتخبي هولندا وإسبانيا للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا في جنوب أفريقيا بات من المؤكد أن تتقدم قارة أوروبا على نظيرتها الأميركية الجنوبية برصيد 10 ألقاب مقابل 9 للأخيرة وستشهد قارة أفريقيا تتويج منتخب أوروبي للمرة الأولى خارج أسوار القارة العجوز.


وعلى مدار الأسابيع الأربعة الماضية عاش الملايين من عشاق كرة القدم في العالم عرسًا رياضيًا كبيرًا لا يتكرر سوى مرة واحدة كل أربع سنوات، وباتت الآن نقطة النهاية قريبة.


وجاء عبور "الطاحونة" الهولندية للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عامًا بعد فوزها الصعب على منتخب أوروجواي، ولم تخسر هولندا أي مباراة منذ حطت الرحال في بلاد مانديلا وشقت طريقها لملعب المباراة النهائية "سوكر سيتي" بالفوز على الدنمارك، واليابان، والكاميرون في الدور الأول، ثم أسقطت سلوفاكيا في الدور الثاني، قبل أن تعود وتطحن منتخب السامبا في ربع النهائي
واستطاع لاعبو منتخب هولندا حتى الآن تسجيل عدة نقاط أبرزها ثأرهم من منتخب البرازيل، بالإضافة لمنافسة لاعب خط الوسط "ويسلي شنايدر" على لقب هداف كأس العالم عقب تمكنه من تسجيل خمسة أهداف حتى الآن.
ومن أبرز ما يميز المنتخب البرتقالي في النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم تخلّيه عن أسلوبه القديم الذي يُعرف بالكرة الشاملة حيث أصبح يعتمد أسلوب "الكرة الجميلة والاستعراضية" ما أسفر عن وصولهم إلى النهائي.

وبات المنتخب الهولندي على بعد فوز واحد من اللقب الأول في تاريخه ومعادلة الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية في نسخة واحدة والمسجل باسم البرازيل عام 2002.


ولأن منتخب هولندا لم يكن مرشحًا منذ البداية أمام ارتفاع أسهم كل من إسبانيا، والأرجنتين، والبرازيل، ولأن رفاق "جيوفاني فان برونكهورست" وصلوا للنهائي و"حدث ما لم يكن في الحسبان" فإنه بإمكاننا القول أن هولندا أثبتت أنها الحصان الأسود للبطولة حيث تدرج مستوى وأداء الفريق إلى الأفضل وتحسن كثيرًا من مباراة لأخرى.


وتدخل هولندا للمباراة النهائية وعينها على اللقب فهي لم تضرب موعدًا في النهائي مع إسبانيا إنما مع المجد والتاريخ، وكان "بيرت فان مارفييك" أبرز من عبّر عن هذه الفكرة عندما حث لاعبيه على المحافظة على تركيزهم بغض النظر عن هوية المنافس وذلك في حال أرادوا أن يدوّنوا أسماءهم في السجلات الذهبية للكرة الهولندية.


والملفت للنظر أن هولندا حسمت مباراتيها الماضيتين أمام البرازيل، وأوروجواي في الشوط الثاني، ففي مباراتها أمام البرازيل استطاعت قلب تخلفها في الشوط الأول لفوز مستحق بتسجيلها هدفي العبور في الدقيقتين 52 و68، وفي مباراتها أمام أوروجواي توجب عليها الانتظار لغاية الدقيقتين 70 و72 لتوسيع الفارق والابتعاد بنتيجة 3-1 قبل أن يعود "بيريرا" ويسجل هدف تقليص الفارق في الوقت البديل.


ويمكن القول إن معركة السيطرة على خط الوسط في المباراة النهائية ستحدد بشكل كبير هوية الفائز وهو ما سيولّد مواجهات طاحنة بين كل من "ويسلي شنايدر"، و"مارك فان بومل"، و"أريين روبن" من ناحية ومايسترو خط وسط "لاروخا" تشابي هيرنانديز، وصاحب المهارات الفنية العالية "أندريس إنيستا" بالإضافة لهداف المنتخب "دافيد فيا" من ناحية أخرى.


ووصل المنتخب الإسباني لمحطته الأخيرة حاصدًا في طريقه آمال منتخبات كبيرة توقع لها معظم المتابعين فرصًا أفضل من التي حققتها، فخرجت البرتغال التي أذهلت المراقبين بأداء نجومها على يد إسبانيا، كما أن البعض راهن على فوز ألمانيا باللقب عندما شاهد عروضها القوية أمام أستراليا، وإنجلترا، والأرجنتين، ولكن جميع هذه الآمال تحطمت أمام عزم وصلابة الماتادور الإسباني.
وكان "لاروخا" وبفضل خبرة ودهاء مدربه "ديل بوسكي" حسم مباراته أمام ألمانيا (1-صفر) قبل انطلاقها كونه قام باستبدال المهاجم "فرناندو توريس" بلاعب خط وسط سريع ونشيط هو "بيدرو" معززًا بذلك خط الوسط ومعتمدًا على هدافه "دافيد فيا" كرأس حربة الأمر الذي ساهم بشكل كبير بفرض الأسبان سيطرتهم على وسط الميدان وبالتالي الاستحواذ على الكرة ما أدى إلى إنهاك الماكينات الألمانية وتعطيلها كليًا.


وبالفعل لم يكن منتخب ألمانيا نفس الفريق المبدع وبدا الإرهاق والتعب جليًا على أداء لاعبيه الذين تميزوا بتحركاتهم البطيئة وانتشارهم السيئ فيما خلّف غياب "مولر" الموقوف ثغرة كبيرة على الصعيد الفني حيث لم يكن بديله "بيوتر تروخوفسكي" موفقًا.


ويمكن القول أن كتيبة "ديل بوسكي" استطاعت الانتفاض في وجه "المانشافت" ذلك أن أدائها لم يكن مقنعًا إلى حد ما في معظم مبارياتها السابقة، فيما فشلت ألمانيا في الثأر من إسبانيا بعد خسارتها أمامها في نهائي أمم أوروبا 2008 (صفر-1)، واستحقت بطلة أوروبا من خلال جيلها الذهبي الوصول للنهائي.


وسيكشف يوم الأحد المقبل هوية البطل بعد اللقاء الذي سيجمع بين هولندا وإسبانيا إثر رحلة شاقة في أفريقيا أثبت خلالها نجوم المنتخبين قدرتهما على تخطي جميع المراحل حتى الوصول للنهائي، فكانت هولندا على موعد مع نصف نهائي مثير أمام عناد أوروجواي، في حين كانت إسبانيا تتألق في لقائها مع ألمانيا لتنطلق نحو النهائي برأسية قهرت آمال عشاق "المانشافت".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق